تجنيس السوريين في تركيا

 

أصول الحصول على الجنسية التركية

بشكل عام القانون التركي يمنح الجنسية التركية للمواطنين الأجانب

المقيمين على أراضيها في أربع حالات:

• أولاً: المقيم الذي حصل على إقامة عمل لمدة خمس سنوات متواصلة

يحق له التقدم للحصول على الجنسية.

• ثانياً: الشخص المتزوج من مواطن أو مواطنة تركي /تركية
• ثالثاً: المستثمر الذي يقوم باستثمار مبلغ يزيد عن ربع مليون دولار لمدة ثلاث سنوات.
• رابعاً: هناك حالات استثنائية تقوم الدولة فيها بقرار منح الجنسية بشكل استثنائي لبعض الأشخاص و التي تشعر الدولة أنها بحاجة لهم .

إلا أن السوريين القادمون إلى تركيا منذ عام 2011 تطبق عليهم بعض الشروط الاستثنائية أو الخاصة والتي تزيد من فرصهم في الحصول على الجنسية نظراً للظروف التي يعانيها السوريين والتي فرضتها عليهم ظروف الحرب.

تجنيس السوريين بين الحكومة والمعارضة

تعمل الحكومة التركية على تجنيس السوريين بشكلٍ خاص باعتبارها من أكثر الجاليات المتواجدة على أراضيها.

وتقدم لهم التسهيلات الكثيرة بغية دمجهم بالمجتمع التركي من جهة والاستفادة من الخبرات والكفاءات من جهة أخرى.

وقد صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنّ تركيا قد قامت بتجنيس أكثر من 110 آلاف من السوريين وأن الحكومة ستسعى لتجنيس

ما يفوق هذا العدد بغية تخليص السوريين من كلمة لاجئ ومنحهم الامتيازات التي يتمتع بها المواطن التركي في الاستثمار والتعليم وحرية الحركة وغيرها.

من ناحية ثانية تشهد عمليات التجنيس امتعاضاً كبيراً لدى المعارضين للحكومة التركية.

حيث صرح أكثر من شخص أن تجنيس عدد كبير من السوريين لن يفيد الأتراك أو الدولة التركية …

استفادوا من هذه النقطة وحاولوا جعلها نقطة ضغط على الحكومة وكثيراً ما رفعوا شعار “استقبلوهم ولكن لا تجنسوهم” الحجج التي يرفعها المعارضون للتجنيس أن السوريين المجنسين يتسببون بالبطالة لعدد كبير من الأتراك.

تجنيس ذوي الكفاءات

عدة تصاريح صدرت عن الحكومة التركية تقول فيها:

يجب الاستفادة من المواهب السورية وأصحاب الكفاءات و الشهادات و ذلك عندما صرح الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” في 2 تموز من عام 2016 في مدينة كلس عندما قال

 

(تركيا وطن للسوريين القادمين من سوريا وإن كان بينهم من يرغب أن يصبح مواطنًا تركيًا سنمنح إخوتنا السوريين الجنسية).

ثم أتبعها بعدة تصريحات تؤكد على منح الجنسية للسوريين المؤهلين علمياً.

إلا أنّ هذا المعيار ليس هو السائد على أرض الواقع فكثير من الأطباء والمهندسين مازالوا ينتظرون فرصتهم أو دورهم في التقديم.

تم سؤال عدد من الأطباء فقالوا إنهم لا يعلمون ما هي المعايير التي تقوم إدارة الهجرة بتنفيذها وأن أغلب الأطباء والمهندسين مازالوا على أحر من الجمر ينظرون الرد على طلبهم.

من جهة أخرى كثير ممن لا يحملون أي مؤهل علمي تم قبول طلبهم والموافقة على الجنسية.

ليس هناك أسلوب واضح في طريقة الموافقة أو الرفض وقد صرح أغلب السوريين أن الأمر قد يأتي بالحظ أو الصدفة.

قال أحد السوريين الذين تم تجنيسهم أو ممن تم قبول طلبهم ومازالوا في مراحل التجنيس أن اتصالاً جاءهم من إدارة الهجرة يخبرهم بتقديم الجنسية لهم فجأة حتى ان بعضهم قد ظن الاتصال بأنه مزحة من أحد الأصدقاء قبل أن يتأكد بنفسه حين رجع إدارة الهجرة.

معايير التجنيس للسوريين

دائماً ما يتساءل السوريون ما هي المعايير التي على أساسها يمكن أن تقبل طلبات الحصول على الجنسية أو ترفض.

إذ طالما أن السوريون يتمتعون بمعاملة استثنائية تختلف عن بقية الجنسيات فلماذا لا تقوم إدارة الهجرة بطرح المعايير أو المتطلبات اللازمة لقبول طلبهم ومعرفة وضعهم وكما ذكرنا سابقاً أن كثير من أصحاب الشهادات لم يتم قبولهم وكثير ممن لا يملكون أي تحصيل علمي قد تم تجنيسهم.

وقد تم سؤال إدارة الهجرة في كل من اسطنبول وأنقرة و عينتاب فكان جوابهم مبهم وغير واضح (انتظروا رسائل تصلكم على هواتفكم) و من هنا يمكن القول أن معايير التجنيس غامضة أو غير معروفة.

تجنيس السوريين في تركيا

صعوبات التجنيس للسوريين

من الصعوبات التي يتحدث عنها السوريون بعد قبول طلبهم هي المتطلبات الكثيرة.

إذ غالباً ما يتم طلب الكثير من الأوراق وعند احضارها يتم طلب غيرها أو طلب أوراق مركب عليها.

وذلك يسبب البطء الشديد في الإجراءات وترك بعض الأمور تابعة لأهواء الموظفين دون معيار واضح حيث قال أكثر من شخص أن الورقه التي يرفضها موظف ما قد يقبلها موظف آخر.

غرض تركيا من تجنيس السوريين

تسعى الحكومة التركية من خلال تجنيس السوريين إلى دمجهم ضمن المجتمع التركي وصهرهم ضمن بوتقة واحدة.

صرح به الرئيس التركي إذ أكد أن السوريين والأتراك أخوة ويجمع بينهم تاريخ وامتداد جغرافي مشترك وأن السوريين قد قاموا بتعزيز الاقتصاد في تركيا وتعزيز مكانتها الصناعية والاقتصادية.

الا أن المعارضة التركية كان لها رأي آخر…

دائماً ما كانت تشكك في مقاصد ونوايا الحكومة التركية من تجنيس السوريين.

ألمحوا إلى أن التجنيس الغرض منه الاستفادة من أصوات المجنسين في الانتخابات وأن الغرض منه سياسي لا أكثر.

على أية حال التجنيس اليوم واقع و بأعداد كبيرة, و مهما كانت النوايا و المقاصد فقد عاد بالفائدة الأكيدة على كلا الطرفين.

على الجانب التركي الذي استفاد من الخبرات العلمية السورية و سيرى نتائجها في المستقبل القريب.

و على السوريين الذين  وجدوا في تركيا وطناً جديداً بعد ظروف الحرب التي مروا بها.

تجنيس السوريين في تركيا