مدينة أنطاليا .. السياحة والجمال
هل رزت المدينة سواحل انطاليا؟
إذا كنت ترغب في الاستقرار بإحدى المدن التركية، او القيام برحلات سياحية نحوها، فان مدينة أنطاليا واحدة من بين أجمل وأرقى المدن التركية.
هذا يعني أنها الوجهة المميزة والاختيار المناسب لك، هذا إذا لازلت تتساءل وتفكر بشأن مدينة تجمع بين الجمالية والطبيعية والأصالة.
تعتبر تركيا من بين أكثر الدول السياحية، التي تستقطب أعدادا هائلة من السياح بشكل سنوي.
وذلك راجع بالدرجة الأولى الى تنوعها الثقافي والحضاري، الممزوج بالثقافة والحضارة الأجنبية والعربية، ويظهر ذلك بشكل جلي في طابعها الإسلامي الذي يفسر بأشكال العمارة الإسلامية فيها، وأيضا بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي، اذ تربط بين قارتي أوروبا واسيا.
كل هذه الأشياء جعلت من تركيا مقصدا وغاية لعدد كبير من السياح، ومن بين مدنها العريقة والشهيرة نجد إسطنبول وأنقرة وغيرها.. بالإضافة الى بعض المدن المميزة كمدينة أنطاليا التي سنخصص هذا المقال للحديث عنها.
جغرافيا انطاليا
انطاليا هي مدينة تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط في جنوب غرب تركيا (جنوب غرب الأناضول).
تحيط بها الجبال والسهول الساحلية من ثلاث وجهات، ويحيط بها البحر من الوجهة الرابعة. وتحديدا تقع على سهل ساحلي حيث تنحسر الجبال على الشاطئ.
تتكون من منطقتين مسطحتين من صخور الترافرتين على مدى ارتفاع 35 متر، ما يعادل 115 قدم.
تغرق بعض أجزاء الساحل في البحر مشكلة بذلك خلجانا واشباه جزر. وهي عاصمة مقاطعة أنطاليا، وتبعد بحوالي 518 كلم من مدينة أنقرة عاصمة تركيا، و650 كلم من أضنة، وبحوالي 453 كلم من مدينة إسطنبول الشهيرة، وبما يقارب 462 كلم من مدينة ازمير.
تاريخ أنطاليا
يعود تاريخ نشأة المدينة إلى عام 150 قبل الميلاد…
يعود أصل تسميتها التي سميت سابقا باسم “أداليا” أو “أتاليا” الى أصل يوناني حيث في القرن الثاني قبل الميلاد.
جاء أمر من الملك “برغموم أتالوس” الى رجاله بالعثور على جنة على الأرض مهما كلف الثمن..
وبالفعل قام الرجال بالبحث والتنقيب، وبعد عملية بحث واسعة، اكتشفوا أخيرا مدينة أنطاليا، فأعاد الملك أتالوس انشاء المدينة، وأطلق عليها اسم أتاليا نسبة الى اسمه، لتصبح فيما بعد أداليا، ثم أنطاليا.
ويبلغ عدد السكان في أنطاليا حسب سنة 2007, أكثر من 700 ألف نسمة.
وبعدها في سنة 2011 بلغ اجمالي التعداد السكاني فيها مليونا و42 ألف نسمة.
يشكل 965 ألفا منهم الفئة المقيمة في أنطاليا وحدها.
بلغ عدد سكانها حسب اخر احصائيات 2020 قرابة 2 مليون و511 ألفا و700 نسمة.
مناخ انطاليا
تعرف المنطقة مناخ مميزا لإطلالته على ضفاف البجر الأبيض المتوسط، الشيء الذي يجعله حارا في فصل الصيف، ودافئا ممطرا في فصل الشتاء.
تتراوح درجة حرارة البحر ما بين 15 الى 28 درجة، والتي يمكن أن تلامس أقصى مستوياتها البالغة 40 درجة في شهري يوليو وأغسطس (يوليوز وغشت).
وقد بينت البيانات المناخية لهذه المدينة أيضا على وجود ما يقارب 300 يون مشمش في السنة، ويساعد كل من البحر والرياح الشمالية على ارتفاع درجات الحرارة هناك.
اقتصاد أنطاليا
يتأسس اقتصاد مدينة أنطاليا على ثلاث قطاعات رئيسية، تتوزع ما بين القطاع السياحي، القطاع التجاري، وأخيرا القطاع الفلاحي الزراعي، بالإضافة الى قطاع رابع فرعي، وهو قطاع الصناعة.
وفي سنة 2000 تم افتتاح أحواض بناء السفن في أنطاليا، والمتخصصة في بناء اليخوت الترفيهية.
ساهمت وبشكل كبير في اقتصاد المدينة، كما ساهمت في إنعاش قطاعها السياحي.
يوفر القطاع الزراعي تنوع ووفرة المنتجات الزراعية.
ينتج الأحماض والزهور، بالإضافة الى القطن وزيت الزيتون، لاسيما الموز، ويغطي السوق البلدي لأنطاليا على حوالي 65 بالمائة من اجمالي طلب الفاكهة والخضار الطازجة لتركيا.
مدينة أنطاليا .. السياحة والجمال
السياحة في انطاليا
في أنطاليا مقومات سياحية كبرى، تجعلها مركز جاذبية للسياح…
تتوزع معالمها السياحية ما بين مواقع طبيعية ومآثر تاريخية على الساحل التركي، مما جعل مطارها الدولي من أكبر المطارات لدى تركيا، وأكثرها ازدحاما في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
- يحتفظ المركز التاريخي للمدينة “كاليتشي” بشوارعه الضيقة المرصوفة بالحصى، والبيوت التركية اليونانية والتاريخية، بالكثير من الطابع التاريخي العريق، مع فنادقه ذات الطراز الرفيع، وحاناته وبكل مطاعمه ونواديه، لاسيما محلات بيع الهدايا، الامر الذي جعله يفوز بلقب التفاحة الذهبية للسياحة بعد أن تم ترميمه.
- تشهد المواقع الأثرية وطراز العمارة في أنطاليا، على تأثر هذه الأخيرة بحضارتي الليكية والبمفيلية، مع ذلك وبصورة أكثر تقديرا تشهد العمارة على تأثرها بالحضارات الرومانية، والبيزنطية، والسلجوقية، وأخيرا العثمانية.
- في الربع الثاني من السنة الفارطة 2019, استقطبت أنطاليا حوالي 4 ملايين و943 ألف و637 سائحا، قادمين من 180 دولة، ويحتل من بينهم سياح روسيا المرتبة الأولى، فيما يليهم السياح الألمان في المركز الثاني. وفي سنة 2018, أفادت المعطيات السياحية أن انطاليا استقبلت عدد 14 مليون سائح أجنبي.
- ولا تزال أنطاليا تحافظ على المركز الأول في عدد شواطئ الراية الزرقاء، ويتمركز شاطئها في المرتبة ال 202 من أصل 463 شاطئ في تركيا، حسب احصائيات الهيئة الدولية لشواطئ الراية الزرقاء لسنة 2019.
- في الصيف، تستقبل أنطاليا ملايين الزوار بهدف السياحة، بفضل تنوع منتجعاتها وأجوائها الشاطئية الساحرة، وخاصة في فترة الاجازة.
أشهر وأبرز الأماكن السياحية بأنطاليا
» كاليتشي
المركز التاريخي للمدينة، أي المدينة القديمة التي تعتبر المركز السياحي الأول، لحفاظها على طابعا الأثري والتاريخي.
يظهر في محلاتها التي تعرض التحف التقليدية والصناعات اليدوية التقليدية، بالإضافة الى أنواع الحلوى والتوابل، وغيرها من المنتجات.
» شاطئ اوليمبوس
يتغنى بكل مقاييس الجمال الطبيعي والاثار التاريخية العريقة.
يحتضن شاطئ أوليمبوس مجموعة من السلاسل الجبلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، والذي يعرف صبيبا نهريا من الوادي الأخضر مباشرة.
ويتوافد السياح الى قمم جبال أوليمبوس، للاستمتاع برحلة “تلفريك اوليمبوس ” الشهير..
يصل الى اعلى قمم جبل تهتالي، على ارتفاع 2365 مترا عن سطح البحر، هذا دون نسيان مرتفعاته، التي يقصدها عدد كبير من محبيي رياضة القفز بالمظلات.
» كيمير
بالرغم من أنها مدينة سياحية صغيرة من حيث المس كونبالتي، ويضم 13 قاعة عرض ومعرضا في الهواء الطلق.
يتوفر على أكثر من 25 ألف قطعة أثرية، اذ يعرض 5000 نموذج أعمال فنية، من بينها أمثلة من الأعمال التي تميز بها تاريخ البحر الأبيض المتوسط، ومناطق في الأناضول.
يغطي المتحف مساحة شاسعة قدرت ب 7000 متر مربع.
» وادي كوبرولو
منتجع وطني يقع ببلدة مانفغات في مقاطعة انطاليا، تبلغ مساحته 366 كلم مربع، وقد تم تأسيسه سنة 1973م، على يد وزارة الغابات التركية.
يبلغ عمق الوادي حوالي 400 متر، كما يمتد لمسافة 14 كلم على طول نهر كوبرو.
الاحتفالات في أنطاليا
تحتفي أنطاليا بعدد من المناسبات والمهرجانات سنويا، والتي نذكر منها:
- مهرجان أنطاليا البرتقالة الذهبية للأفلام، وهو أكبر مهرجان وطني للأفلام في تركيا، ويقام سنويا في الأسبوع الأخير من سبتمبر.
- مهرجان البحر المتوسط الدولي الموسيقي.
- مهرجان زهرة مايو.
- المهرجان الدولي للأوبرا والباليه.
تزخر مدينة أنطاليا بالعديد من المقومات والمؤهلات السياحية التي تجعلها من بين أكثر المدن استقطابا للسكان في تركيا.
وهذا راجع بالأساس الى موقعها الجغرافي ومناخها المميز، كما لا يمكن انكار أن اقتصاد أنطاليا قائم بالدرجة الأولى على سياحتها.
مدينة أنطاليا .. السياحة والجمال