المطبخ التركي والمطبخ العربي عندما تقوم بزيارة إلى مهد الحضارة وبلد السياحة وأرض تاريخ السلاطين العثمانيين وثقافة الشعب التركي العالية فإلى جانب ذلك كله عليك أن تتذوق من طعامهم ونكهاتهم الخاصة ولا سيما إن أتيت إليها من بلد عربي.
فهل ستجد الفرق الشاسع بين المطبخ العربي و المطبخ التركي؟
هل يعتمد المطبخ التركي على الأطباق الغربية أم أنه أخذ فنون الطهي من جيرانه دول الشرق الأوسط؟
وهل حدثت فروق عظام بين طبخ العثمانيين قديماً و طبخ الأتراك اليوم؟!
تابع معي في هذا المقال……..
علاقة المطبخ التركي حديثاً بالبلاط العثماني قديماً
عندما آل الحكم لبني عثمان وتوزعت على دولتهم لتخضع لسلطانها كامل آسيا الصغرى و جنوب شرقي أوروبا و غربي آسيا و شمالي افريقيا بعد ضم مصر تحت جناحها و كذلك الشام والحجاز, فقد كان البلاط العثماني يتوزع على ثلاث قارات تحت حكم واحد أي ثقافات مختلفة وعادات مختلفة وشعوب مختلفة علاوة على هذا هو الطبخ المختلف بين غذاء تلك الشعوب.
و قد كان السلطان العثماني يتذوق طعام الشعوب المختلفة ولا سيما القادمة من شعوب الشرق الأوسط.
هكذا تم إدخال نكهات مختلفة وطعام جديد إلى البلاط العثماني فمثلاً:
بدأوا يتعرفون على استخدام زيت الزيتون في طعامهم و انتشرت لديهم المقبلات المختلفة و السلطات و طبخ لحوم الجمل و الحمل, فانتشرت في ولاياتهم ثقافة الطبخ المتنوعة حتى ضمها مطبخ السلاطين.
فما كان المطبخ التركي اليوم إلا امتداد للطبخ العثماني قديماً بعدما انتشرت ثقافة الشعوب وتنوعهم في أكلاتهم, و تم تبني المطبخ التركي لهذا التنوع فيمكنك أن تجد اليوم الفن التركي في المطبخ و الطبخ و في تنوع أغذيتها.
تأثير امتداد تركيا جغرافياً على المطبخ التركي
لا شك أنما حينما تزور تركيا و تتلذذ بتذوق طعامها الشهي وتزور ولاياتها…
فإنك ستجد المطابخ تقدم لك الأطباق المختلفة المستمدة من ثقافة الشعوب قديماً أثناء الحكم العثماني الذي كوّن فن للطبخ خاص به سمي بالمطبخ التركي.
ففي تركيا ذاتها و بين ولاياتها تجد هناك تنوع ملحوظ في المطابخ فمثلاً
تجد مطابخ تركيا الآسيوية تطهي الطعام بشكل أقرب إلى الدول المجاورة بالشرق الأوسط و لا سيما بلاد الشام عن تركيا الأوربية.
فإلى جانب مدن كإسطنبول و بورصة وأزمير ستجد هناك أن المطبخ التركي أقرب ما يكون مطبخ القصر العثماني قديماً.
وكذلك لاعتمادهم على نكهات مطبخ الشرق الأوسط لمجاورتها بشكل عام و الدول العربية بشكل خاص كما تعتمد على البهارات والتوابل من أجل إضفاء نكهة خاصة لدى الطعام.
أما عند زيارتك لتركيا الواقعة على القارة الأوربية فستلاحظ من غذائها و طبخها مدى اختلاطها بالمطبخ الأوروبي.
اعتماده بشكل خاص على الأسماك لقربها من البحر الأسود إضافة إلى الوجبات الغربية.
المطبخ التركي والمطبخ العربي
علاقة مناخ تركيا و توزعها على ثلاث قارات و المطبخ التركي
إن توزع تركيا جغرافياً على مناطق شتى و لا سيما ثلاث قارات…
ساعد مطبخها بشكل خاص على التكيف في الطهي فمثلاً :
اختلاف درجات الحرارة ما بين منطقة و أخرى قد تفصلها عن بعضها عدة ساعات تلعب دوراً هاماً.
و كذلك ارتفاع منسوب مياه الأمطار دوناً عن أخرى تلعب دور في الطبخ التركي, الرطوبة في إحدى الولايات دوناً عن غيرها بالتأكيد ستؤثر.
هذا التنوع في المناخ ما بين الولايات والقارات يفيد من أجل الخضار والفاكهة بشكل عام .
و سيؤثر على المطبخ التركي بشكل خاص.
فبالتالي نضوج ثمرات لا تنضج إلا بولاية محددة لأجل درجة الحرارة المرتفعة فيها.
يساعد المطبخ التركي في طهي تلك الثمرة و كذلك وجود محاصيل لا تنبت إلا في المناطق الاستوائية سيساعد المطبخ التركي في زيادة عدد أصنافه المقدمة.
المناطق الشرقية التركية و لا سيما في فصل الربيع ستجد على ارتفاع الجبال و التلال يوجد الكثير من الزهور و الأعشاب.
بدوره يؤدي لتغذية المواشي فتكثر في المنطقة الشرقية و تشتهر أيضاً بالأجبان و الألبان و كل ما يخص مشتقات الحليب.
المطبخ التركي و المطبخ العربي
يتشابه كلا المطبخين التركي و العربي و بشكل أخص المطبخ التركي و مطبخ البلاد المجاورة لها و لاسيما التي تقع على حدودها كالمطبخ السوري أو العراقي.
فمثلا لدى كلا المطبخين, التركي و العربي وجبة الكباب الشهيرة و التي تعد من أشهى المأكولات اللحمية.
حيث يقوم المطبخ التركي و لا سيما في المناطق القريبة على الشرق الأوسط بإضفاء نكهة التوابل الخاصة.
استمدها من المطبخ العربي قديماً و مازال يعمل بها, ويتشابه الكباب في شكله.
و قد يفرق في حجمه و يتشابه تقديمه مع السلطات و المقبلات بين كلا المطبخين.
و كذلك الوجبة المفضلة لدى الكثير و هي الشاورما.
فإن كلا المطبخين يتشابهان في السيخ و في اللفة و في الصوص و قد يكون هناك اختلافات طفيفة.
كأن تفضل بعض المطابخ وضع الطماطم “البندورة” مع الشاورما و غيرها تفضل وضع المخلل معه.
كذلك مكونات الدقيق و القمح كالمخبوزات و المعجنات تتشابه بين كلا المطبخين.
في الختام:
المطبخ التركي و المطبخ العربي يتشابهان بشكل كبير رغم أن لكل من المطبخين له نكهته الخاصة و إضفائه الذي تميزه عن سواه .
فمن الصعب وضع كلا المطبخين في ميزان واحد و من الصعب ترجيح كفة على أخرى, و يبقى للمطبخ التركي نكهته المميزة الذي لن يعرفها إلا من تذوقها.
المطبخ التركي والمطبخ العربي